تكملة لتأثير بعض المشاعر على الغضب

تكملة لتأثير بعض المشاعر على الغضب

2- تأثير الوحده على الغضب: مرة اخرى نتناول احدى المشاعر التي تثير وتكون لدينا شحنات من الغضب

ان الذين يعانون الوحده بسبب وجود فجوه في العلاقات وايضا الفراغ العاطفي التي قد يتولد فيهم منذ

الصغر لانهم حرموا من حنان واهتمام الوالدين وعدم قبولهم وانهم لم يخصصوا وقتا لهم لكي يشاطرونهم

حياتهم في جميع المجالات وبمرور ألأيام تتولد وتتكدس لديهم علامات الوحده واليأس احيانا وبالتالي

ستزيد عندهم شحنات الغضب التي قد يظهرونها بأفعال وسلوكيات متنوعه عندما يكبرون حيث يحسوا

دائما بانهم لاينتمون الى الاخرين وانه يوجد فجوه بينهم وبين الاخرين ولذا يحسوا بالوحده والا نغلاق

على ذواتهم كل هذا يحدث شرخا في حياتهموق يقولوا احيانا انهم يبذلون جهودهم في ادامة علاقاتهم

مع الاخرين ولكنهم فشلوا لانهم لم يجدوا اي بوادر قبول وحركه وتفاعل من قيبل الاخرين, يعني مثلا

احدهم يقول بأنني دائما اتصل بأصدقائي واتكلم معهم بالهاتف او الموبايل ولكنهم ولامره هم اتصلوا بي

لكي يسألوا علي وهذا مايولد عندي الغضب لاني أحس بالوحده . وان الانسان الذين يعاني الوحده ليس

معناه انه عائش في غرفه لوحده ومحصور بين جدرانها ولكن هناك أناس عائشون ضمن المجتمع

ولكنهم يحسون بالوحده فهناك الكثير من الزوجات صح انهن متزوجات ولديهن اولاد ولكن يحسون

بالوحده لان ازواجهن لايعرون لهن اهتمام عندما يتكلمون معهم او حتى ان اولادهم منعزلين عنهم

اي في وسط العالم ايضا نحن تاتي اوقات نحس اننا غرباء فيه من قيبل عوائلنا واصدقائنا ولذا قد

تنتابنا حالات من الغضب بين اونة واخرى. ماذا نعمل لو أكتشفنا اننا واقعين في هذه مشكلة الشعور

بالوحده بسبب وجود فجوة بيننا وبين الاخرين وليس لدينا القدره على تجاوزها. ان السبب الرئيسي

لاحساسنا بالوحده عندما نكون غرباء عن الله وبعيدين منه , اذن كيف اعالج الوحده التي نعاني

منها والتي تزيد من اظطراباتنا وغضبنا , سأ ل يسوع ماهي الوصيه العظمى كان الجواب احبب

الرب من كل فكرك وعقلك وقوتك....الخ ومن ثم احبب قريبك مثل نفسك,اذن الاهم ان نحب الله

وأن ندخل بعلاقه حميمه وحقيقيه معه وليس علاقه ظاهريه تتميز بالتدين اي احيانا اننا نحضر

القداس ونصوم ونصلي امام الناس ولكن من الداخل لانتغير نحو الاحسن ونبقى محافظين على

انانيتنا وكسلنا الروحي , ولكن كلما كانت علاقتنا به قويه فأنه سيملأ حياتنا هو سلاما وحبا

وسنحس بوجوده معنا دائما حتى لو كنا موجودين لوحدنا في غرفة ما وايضا علينا ان نحب

ونقبل بأ لذين من حولنا وان نهتم بهم, حيث عندما نكتشف ان هناك فجوه ما في علاقاتنا مع

الاخرين محتاجة الى الاستمرار بالعمل لكي نتجاوزها معهم بكل حب وتواضع لغرض تقوية هذه

العلاقات مثل عندما زوجه تتكلم مع زوجها وهو لايرد عليها وكأنها تكلم نفسها فعليها ان تكمل

معه المشوار حتى تجلب انتباهه وتساعده ان يغير اسلوبه لكي تعيد علاقاتهما مع بعضهما من

جديد وبذا علينا ان لانيأس وان لا نطلق الاسباب ونتحجج بها لعدم نجاحنا ان كان بسببهم او بسبب

الاخرين, وايضا علينا ان نهتم بالعلاقات من كل جوانبها واعطاء الوقت الكافي لكي ننميها مع من

هم من حولنا عوائلنا او اصدقائنا, ومن سلبيات القرن الواحد والعشرين هي ان اغلبية الناس

اهتمت فقط بتحقيق انجازاتها وبالتالي كثرت مسؤوولياتها الذي ادى الى انشغالهم عن بعضهم البعض

ومن ثم ابتعدوا عن تعميق العلاقات فيما بينهم, نستلخص من ذلك انه لابد من تخصيص اوقا ت

خاصه لنتشارك مع الاخرين افراحهم واحزانهم ومناقشاتهم ارائهم للتعرف اليهم ووجوب ان تكون

هذه اللقاءات عميقه وهادفه ومثمره ينمي اذهاننا وافكارنا وان يكون هدفنا الالتقاء بالمسيح معا

ومعرفة مايريد منا ان نحققه مع اخوتنا لنساهم في تأسيس ملكوته على الارض,ولكن نرى على

العكس انه معظم لقاءاتنا تتمركز على الاخبار السياسيه ونتائج الملاعب الرياضيه او انتشار بعض

الامراض, المهم من علاقاتنا ان تعكس مدى محبتنا للمسيح من اسلوبنا وكلامنا وتعاملنا مع الاخرين

وبعدم ذلك سوف ترجع علينا حالات الوحده التي تؤدي الى زيادة اظطرابات غضبنا التي سوف نظهرها

بصور متنوعه بتصرفات غير لائقه مع الاخرين. من هنا نتأمل بصليب المسيح ويسوع عندما صلب

نلاحظ تقريبا كل تلاميذه تركوه وايضا الكثيرمن الناس اهانه وبصقه عليه واصبح تقريبا وحيدا متحملا

كل الالام ولكن كان قويا وصبورا لان الله ابيه كان متحدا به بعلاقه قويه هكذا علينا ان نطلب منه ايضا

ان يحل هو في قلبنا ويملأ حياتنا سلامنا وحبا وايضا ان يفيض بروحه القدوس على هولاء الذين يعانون

الوحده يارب اجعلهم ان يحسوا انهم محوبين في عينك وانهم عزيزين على قلبك الاقدس وانهم ليسوا

وحيدون في هذا العالم لانك انت معهم وسوف تخرجهم من سجن وحدتهم ليكتشفوا محبتك وحنانك اليهم

وانك جميعهم امامك متساوين ولكل واحد منهم لديك مشروع روحي وحياتي معه.

3- تاثير الخوف على الغضب: انه احساس قوي يسيطر على الكثير منا ويجعلهم قليقين وغير متوازنين

في حياتهم وقد يجعلهم أن يعيشوا حياة غير طبيعيه بحيث يصبحوا غير فاعلين فيها ومقدين في حركاتهم

واقوالهم. فهناك الكثير من الزوجات يعشن أوقات رعب من المجهول خوفا من أن يهجرهم أويطلقهــــــم

أزواجهن لكونهن يحسن بعدم اهتمام ازواجهن بهم ولذا نراهم يعشن اوقات مليئه بشحنات من الغضــــب

تنتباهن بين اونة واخرى وبصور مختلفه سببها الخوف .مثال اخر يخص الاباء والامهات حيث انهم يعانون

الخوف من أن يكبروا وبعدها اولادهم يتركونهم دون العنايه بهم او يضعونهم في دار العجزه وينسونهم, وقد

يكون الخوف احيانا متولد من عدم الثقه بالناس لانهم دخلوا في تجربه معهم(كأن اوشوا بأسرار لهم وفضحوها

أو كونوا علاقات حب او صداقه ..الخ) وفشلوا ولذا عمموا هذا الفشل على علاقاتهم مع الاخرين واصبحوا

حساسين بأعطاء ثقتهم للاخرين , وايضاقد يكون الخوف ناتج من الغيره والانانيه ونلاحظ ان كله سوف يولد

لهولاء الناس جو من التوتر الدائم في حياتهم مملوء بشحنات من الغضب , وهنا بعد ان نكتشف اننا نعاني من

هذه المخاوف نسأ ل ماهو العلاج لابد ان نعرف ان جزء كبير من العلاج هو حل روحي وهو ان ندرك بأننا

نحن بأيدي الله عندما نقترب منه ونؤمن ونقبل ان يكون مسؤولا وملكا على ماحولناوهو قادر على ذلك وانه

ايضا عارف بكل احتياجاتنا ولما نختبر بأن محبته تحتضننا من كل الجوانب وتحمينا نحس هنا بالامان والسلام

ولذا الاهم في هذا ان يكون مصدر الامان الذي نعتمد عليه من الله فقط وليس من الاخرين حتى ولو كانوا اقرباء

لنا بدليل احيانابعض الزوجات التي تعتمد باحساسها بالامان على ازواجهن ولكن سرعان ما هذا الاحساس يهتز

عندما يكتشفن انهم يخونوهن مع اخريات ولكن لو كان مصدر امانهن على الله فأنهن بقوة صلاتهن وصبرهن

وقوة الله القديره سوف يحاولون تصحيح الوضع ومساعدة ازواجهن لكي يعودوا الى الطريق الصحيح واليهم

وايضا ان يعرفوا ان سبب تغيرهم هو الله لانه محبه ولكي نعالج كل هذه المخاوف ان نخصص اوقات نفكر

وندرس مانعانيه وبالتالي نشترك مع الاخرين لوضع الحلول لها.